الإمامية ـ. مع التأكيد على أن ترتيب آيات سور القرآن توقيفي وقد حُفظ هذا الترتيب بعد اللقاء الثنائي بين جبريل الأمين والنبي محمّد في بيت رسول الله وعند بنته فاطمة الزهراء والإمام علي كما أنّه كان محفوظاً في صدور المؤمنين وكانوا يقرأون به في صلواتهم ، وأنّ الإمام جمع المصحف ـ من الصحف الموجودة في البيت ومما كان عنده والذي كتبه على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ بين الدفتين ووحّد شكله.
كما يجب التأكيد عليه بأنّ القرآن الذي هو بأيدينا والذي نسمّيه بـ «قرآن التلاوة» هو واحد عند جميع المسلمين ولا خلاف فيه ، لأنّه كلام الله الذي أراده لأمّته أن يقرؤوا به في صلاتهم ، لأنّ الله سبحانه بعد أن أنزله على قلب النبي محمّد صلىاللهعليهوآله إيحائياً دفعة واحدة ، أنزله مفرّقاً طبقاً للحوادث الواقعة ، ولكي نقرّب الفكرة علينا التمثيل له من واقعنا المعاصر لأنّه منهج قرآني قد علّمنا به سبحانه ، وقد ضرب الله الأمثال في القرآن كما أنّه جاء في كلام رسول الله وأهل البيت لأنّ أكثر الناس يغلب عليهم الجهة الحسيّة وأنّ المثل يؤتى به لتقريب الفكرة للمخاطب وتفهيمه سواء كان التمثيل بشيء صغير كالبعوضة أو بالمثل الأعلى الذين هم آل البيت كما جاء في الزيارة الجامعة ، وعليه فمن خلال هذه النكتة نقول : من المعلوم أنّ الإقدام على أيّ عمل لابد أن يسبقه مخطط ومنهج يسير على وفقه وفيه يتضح معالم الفكرة عموماً ، فالمهندس مثلاً قبل أن يبدأ بالبناء عليه أن يرسم المخطط وما يريده في هذه المساحة من الأرض من قاعات استقبال وطعام وغرف نوم ومرافق أخرى ، فبعض المرافق قد تكمل في المشروع قبل الأخرى ،