[١] فما نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله آيةٌ من القرآن إلّا أقرآنيها وأملاها علَيّ ، فكتبتُها بخطّي ،
[٢] وعلّمَني تأويلها وتفسيرها ، وناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وخاصَّها وعامّها ، ودعا الله أن يعطيني فهمها وحفظها ، فما نسيتُ آيةً من كتاب الله ولا عِلْماً أملاه علَيّ وكتبتُه منذ دعا اللهَ لي بما دعا (١).
وعلى ضوء هذين النصين وما سأتي بعدهما عن كتاب الكافي نفهم أنّ للإمام علي عليهالسلام نسختين مكتوبتين بخطه ، وبترتيبين :
أحدهما کتب فيه الآيات النازلة على النبي محمّد صلىاللهعليهوآله مجرداً عن التفسير ـ والذي قُرّر من قبل الله في شهر رمضان من كلّ عام ـ ، والآخر معه التأويل والتفسير والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والخاصّ والعامّ وغير ذلك لکن بترتب الوقائع والأّام.
وقد دوّن الإمام المجموعة الأُولى (التلاوتة) ووحّد شكلها ونظّمها في ثلاثة أو سبعة أو تسعة أيّام لكي تكون عنده يستعين بها ـ على القوم ـ عند الحاجة.
والآخر جمعها وكتبها في ستة أشهر بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله طبقاً لوقائع الأيام ومجريات الحوادث.
وهذا التقسيم والترتيب الذي قلناه يشابه إل حدٍّ ما قول الزركشي ، والبغوي ، ومحمد بن عبد الكريم الشهرستاني في كتبهم.
__________________
(١) الکافي ١ : ٦٤.