ولهذا ترى ترتيب مصاحف أُبي وابن مسعود والإمام علي وغيرهم من الصحابة يختلف فيما بينهما في ترتيب السور تقديماً وتأخيراً ، ولا ضير.
فالذي ذكره ابن النديم عن مصحف أبي وابن مسعود (١) يختلف مع الذي حكاه اليعقوبي عن ترتيب مصحف الإمام عليّ بن أبي طالب (٢) ، حتّى أنّك ترى اختلاف ترتيب مصحفي الصحابي الواحد ، فقد اختلف ترتيب مصحفي أبي وابن مسعود المذكورين في الفهرست لابن النديم عما هو موجود في الاتقان عنهما (٣) ، ولوجود هذا الاختلاف الشديد في ترتيب السور في مصاحف الصحابة قالوا بعدم توقيفيّة ترتيب سور القرآن.
وجود زيادات تفسيرية في مصاحف الصحابة لا يضرّ بأصل القرآن
فالصحابة إذن كانوا يجمعون ما ينزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويقرؤون ويكتبون بما يُقَرّر من قِبل الله ورسوله بعد الاجتماع الثنائي في شهر رمضان من كل عام ، أي : إنّ الإنزال (الإقرائي) (٤) هو الذي كان يقرأ به في الصلاة وفي المصاحف ، لا غير ، فسورة الدخان وعمّ والواقعة وأمثالها من السور كانت
__________________
(١) الفهرست : ٣٩ ، باب ترتيب القرآن في مصحف عبد الله بن مسعود ، وصفحة ٤٠ ، باب ترتيب القرآن في مصحف أبي بن كعب.
(٢) تاريخ اليعقوبي : ١٣٥ ـ ١٣٦.
(٣) الاتقان ١ : ١٧٥ ، فائدة في ترتيب مصحفي أبي وابن مسعود.
(٤) (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ).