واحدة عند علي وعثمان ، وكان يقرأ بهما معاوية والإمام الحسين وابن تيمية والعلامة الحلي ولا خلاف.
وإنّما قالوه بأنّ مصحف ابن مسعود يختلف عن مصحف عثمان وأنّ مصحف الإمام علي يختلف عن المصحف الموجود اليوم باطل جملة وتفصيلاً.
وعليه فكلامنا يؤكّد بأنّ الإمام علياً عليهالسلام رجا لكل مجموعة من مجموعتيه هدفاً خاصّاً.
فقد جمع أحدهما للحفاظ على (قرآن التلاوة والذكر) (١) ، والآخر (الوقائعي) لحفظ تاريخ الإسلام ويومياته ، وقد جاء بالآيات وفقاً للتسلسل الزمني لوقوع الأحداث والمجريات عند المسلمين ، ذاكراً فيها أسماء من نزلت فيهم الآيات من المنافقين (٢) وغيرهم.
__________________
(١) خشية الزيادة والنقضان فيه؛ لقوله : (خَشِيتُ أنْ ينقلب القرآن) أو (أن ينفلت القرآن) أو (كي لا يزيد الشيطان فيه ولا يُنقص منه). لاحظ قول أمير المؤمنين عليهالسلام هذا وقارنه مع ما قاله عمر بن الخطاب : لولا أن يقول الناس زاد عمر في القرآن لَزدتُ .... كما في سنن أبي داود ١١٤ : ٤ / ٤٤١٨ وقوله : لوكانت ثلاث ايات لجعلتها سورة. كما في مسندأحمد ١ : ١٩٩ / ١٧١٥ ، فإصرار الإمام علي في الجلوس في بيته لجمع القرآن ، وإقراء رسول الله أمّته القرآن على مكث ، هما اللذان صانا الكتابَ العزيز من التحريف.
(٢) في مصابيح الأسرار للشهرستاني ١ : ١١ : عن عطاء ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (يَحْذَرُ الـْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ) : إنّه كان في هذه السورة أسماء سبعين نفراً من المنافقين بأعيانهم وأسمائهم وأسماء آبائهم ... [ثم] نسخ تعطفاً على أولادهم.