والمهمة الثانية إخراجه للمصحف الوقائعي المفسَّر وإخبارهم بما كان من الأُمور وما جاء عن النبي في تفسير تلك الآيات. إذن هناك كتاب الله للتلاوة ومصحف الإمام علي عليهالسلام للعلم. وإليك النصّ بعينه :
محمد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن سالم بن سلمة ، قال : قرأ رجل على أبي عبد الله عليهالسلام وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : كُفَّ عن هذه القراءة إقرأ كما يقرأ الناس حتّى يقوم القائم ، فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عزّ وجلّ على حدّه ، وأخرج المصحف الذي كتبه عليّ عليهالسلام. وقال : أخرجه علي عليهالسلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم : هذا كتاب الله عزّ وجلّ كما أنزله [الله] على محمّد صلىاللهعليهوآله وقد جمعتُه من اللوحين ، فقالوا :
__________________
من الذين عرضوا قراءتهم على رسول الله صلىاللهعليهوآله أمثال ابن مسعود وأبي وعلي مع أخذهم ما جاء من غيرهم معاً عن رسول الله ، مع علمنا وعلم الجميع بأنّ الذي تلقّى القراءة من رسول الله مباشرةً ـ كالذي أوصى رسول الله بقراءته مثل ابن مسعود في قوله : من أراد أن يقرأ القرآن غضاً طرياً كما أُنزل فاليقرأه بقراءة ابن أم عبد ـ يكون أدق وأضبط من الذي سمعها منه صلىاللهعليهوآله في صلاة أو خطبة له.
وبذلك فقراءة رسول الله وأمير المؤمنين وأبي وابن مسعود الصحيحة موجودة ضمن تلك القراءات لكنّها مشوشة وغير معروفة ، ولأجله حلّ أئمّة أهل البيت هذه الإشكالية وأرشدونا إلى الأخذ بما اشتهر بين الناس والقراءة بما يقرأ به الناس ، لأنّ المشهور المجمع عليه هو أقرب ما يكون إلى الواقع.