هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن ، لا حاجة لنا فيه ، فقال : أما واللهِ ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً ، إنّما كان علَيَّ أن أُخبركم حين جمعتُه لتقرؤوه (١).
وعليه فالإمام عليّ عليهالسلام ميّز كل عمل عن الآخر في مجموعة خاصّة كي لا يختلط أحدهما بالآخر ، وإنّه عليهالسلام بتصوري لم يقدّم المصحف (المنزل) للشيخين لاعتقاده بأنّه تحصيل حاصل إذ الناس كانوا يقرؤون به في صلواتهم وهم قريبو عهد برسول الله فلا ضرورة لتقديم المنزل لهم ، لكنّه قدمه لعثمان ـ عن طريق حذيفة (٢) ـ حينما رأى شدة الاختلاف بينهم وضرورة وقوفهم على نص واحد ، لأنّا قلنا بأنّ آيات القرآن وسوره ـ في الصدر الأول ـ كانت محفوظة في صدور الصحابة حتى صارت أناجيلهم صدورهم ، وقد كانت أقدام الصحابة تتورّم من كثرة تلاوة القرآن في صلواتهم ، لكن بالمنهجية الخاطئة للشيخين واستغلالهم لحديث الأحرف السبعة تكثرت القراءات واختلطت القراءة الصحيحة بالشاذة مما دعا الإمام علي أن يقدم مصحفه لتوحيدهم على اصل واحد ، وفي نص : أنّه قدمه لهم [في عهد الشيخين] أيضاً إتماماً للحجة لكنهم ردوه لكني ارى ذلك هو المصحف المفسر لا المجرد.
المهم أنّ الإمام عليهالسلام قدم (المجرد) (٣) و (المفسَّر) لهم كي يُعْلمهم بأنّهم أين
__________________
(١) الكافي ٢ : ٦٣٣ / ح ٢٣ كتاب فضل القرآن.
(٢) وهذا ما ذهب اليه ابن طاووس قبلنا في (سعد السعود).
(٣) على قولٍ.