كانوا ، وما هو موقعهم في بدء الدعوة ، واليوم ، أين أصبحوا ، مع ذكره ما نزل فيهم من الوحي عند تفسيره لتلك الآيات الوقائعية.
وأنّ وجود اسماء بعض المنافقين في ذلك المجموع المفسَّر كان ممّا يغضب الخلفاء ، وهو الذي دعاهم أن يردّوا مصحف الإمام المفسر ، والإمام بدوره أرجعه إلى بيته واستحفظه عند الأئمّة من ولده عليهمالسلام ولم يره أحداً من الصحابة بعد أبي بكر ، واليوم هو موجود عند الإمام الحجّة القائم المنتظر عليهالسلام ، وإنّه سيأتي به حينما يظهر ، وينصب فسطاطاً في الكوفة ليُعلم الناس ما نزل عن الله تبارك وتعالى في تفسيره.
فالحافظ لقرآن (التلاوة) قد يواجه عناءً فيما يعلّمه الإمام المنتظر عند ظهوره الناس من علوم وتفسير طبقاً لنزول الآيات الوقائعية مع شأن نزولها لأنّ تلك الآيات لم تُنزل بالترتيب الموجودة في قرآن التلاوة ، فتارةً تنزل الآية من سورة ثم تأتي آية اخرى من سورة اخرى والامام يقرأها من هنا وهناك مع تفسيرها من قبل رسول الله وهذا يسبب اضطراب للحافظ ، لأنّ ترتيب الأول (التلاوة) يختلف عن ترتيب الثاني ، إذ إنّ ترتيب الثاني (المفسر) قد رُتِّب طبقاً للحوادث الواقعة في الأيّام الغابرة بالتسلسل التاريخي وشان النزول ـ لأنّ ما من واقعة إلّا ونزلت فيها آية الامام كان قد جمعها (١) ليقرؤوه ويستفيدون منه ، لكنّهم ردوه ـ خلافاً لترتيب التلاوة الذي لحظ فيه الترتيب النازل من اللوح المحفوظ.
__________________
(١) الآيات بما جاء في التفسير فيها عن رسول الله.