له به : الله أعلم ، إنما كان هذا ، لأن قريشا استعصوا على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فدعا عليهم بسنين كسني يوسف ، فأصابهم قحط ، وجهد حتى أكلوا العظام ، فجعل الرجل ينظر إلى السماء ، فيرى بينه ، وبينها كهيئة الدخان من الجهد ، فأنزل الله : (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ).
فمعرفة ابن مسعود بسبب النزول أزال الغموض في معناها.
٧ ـ غموض معنى الآية على بعض الأئمة ، في قوله تعالى :
(وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) (الطلاق : ٤) وقد وقع الغموض في معنى الشرط (إِنِ ارْتَبْتُمْ) على بعض الأئمة حتى قال الظاهرية : إن الآيسة لا عدة لها ، إذا لم ترتب ، وقد بين ذلك سبب النزول ، أي أزال الغموض في قوله تعالى : (إِنِ ارْتَبْتُمْ).
أخرج الحاكم : أنه لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد النساء ، فقالوا : قد بقي عدد من عدد النساء ، لم يذكرن : الصغار والكبار ، فنزلت.
ويقول السيوطي : «فعلم بذلك أن الآية خطاب لمن لم يعلم ما حكمهن في العدة ، وارتاب هل عليهن عدة أولا؟! أو هل عدتهن كاللاتي في سورة البقرة أولا؟! فمعنى ان ارتبتم : ان اشكل عليكم حكمهن ، وجهلتم كيف يعتدون ، فهذا حكمهن» (١).
رابعا : معرفة فيمن نزلت الآية ، وإزالة الإبهام عمن نزلت فيه ، وذلك دفعا للضرر ، والتحامل في أن يفسر معنى الآية لغير أو بحق غير من نزلت فيه.
فقوله تعالى :
__________________
(١) السيوطي ، الإتقان ، ص : ٣٠.