لا يتفضل به ، والبخل انما يجب بمنع مستحق استحق على من بخل ، والبارى تعالى لا يجب عليه فعل شيء (١).
فان قال : فيجب بنفى العدل عنه فى أزله أن يكون جائزا (٢) أو عاجزا قيل له : ليس يجب بنفى العدل ضد هو عجز أو جور ، لأنه ليس من جنس من أجناس العدل الا ويجوز أن يفعله الله تعالى فينا مع العجز فلم يجب بنفى العدل اثبات ضد هو عجز ، ولم يجب أيضا اثبات الجور لأن الانسان قد لا يكون عادلا اذا لم يكن منه عدل كسبه ولا فعله ولا يكون جائزا ، فليس من نفينا عنه العدل أثبتنا له ضدا هو جور أو عجز ، اذ كنا قد ننفى ذلك عنا ، ولا نثبت ضدا هو عجز أو جور والحى منا ومن غيرنا اذا لم يكن عالما كان موصوفا بضد العلم ، وأيضا فقد لا يكون الانسان عادلا ولا يكون جائزا بجور من جنس العدل فليس يجب بنفى العدل ضد هو جور كما وجب فى الكلام والإرادة لأن الانسان قد يكون عادلا بالكون فى المكان اذا أمره الله تعالى أن يكون فيه ، ويكون فى وقت آخر جائزا بالكون فيه اذا نهاه الله تعالى عن الكون
__________________
(١) من الممكن أن نسلم مع المؤلف أن الله لا يجب عليه شيء من خارج نفسه لأنه الحاكم الأعلى ، ولكن أليس يجب له ما هو أليق بكماله وهو منتهى الجود والفضل الّذي يتحقق يخلقه أزلا. اللهم الا اذا قلنا أنه قد يكون من الخير للخلق أن لا يكون خلقهم منذ الأزل.
(٢) ب ، ل : جائزا.