فيه ، فيكون العدل من جنس (١) الجور ، لأن الكون فى المكان من جنس الكون فيه.
فان قال : ما أنكرتم اذا لم يكن البارى تعالى محركا فى أزله أن يكون مسكنا. قيل له : لا يخلو قولك ... «اذا لم يكن محركا أن يكون مسكنا» (أن) (٢) تعنى اذا كان لم يزل غير محرك لنفسه أن يكون مسكنا لها ، أو تعنى اذا لم يكن محركا لجسم كان مسكنا له. فان عنيت ان لم يحرك نفسه كان مسكنا لها فهذا خطأ ، لأن يستحيل أن يحرك نفسه. ونحن لم نقل اذا لم يتكلم من يستحيل كلامه كان موصوفا بضد الكلام وان عنيت اذا لم يكن محركا فيما لم يزل لجسم كان مسكنا له فليس مع الله تعالى فى قدمه أجسام فيجب اذا لم يحركها أن يسكنها ، وما لم يكن موجودا يستحيل تحركه ، فليس اذا لم يحرك ما يستحيل حركته وجب أن يسكنه.
مسألة
فان قال : القادر منا على الكلام فى حال قدرته عليه قد خلا من الكلام وأضداده. فهذا (٣) ضرب من الخلاف ؛ لأن القادر منا على الكلام فى حال قدرته عليه متكلم لا محالة ،
__________________
(١) من الممكن أن نسلم بهذا إذا سلمنا مع المؤلف أن الحسن والقبح فى الأشياء راجع للشرع لا ذاتى فى الشيء ، أما على رأى من يرى أنهما ذاتيان فى الأشياء فلا يمكن أن نسلم أن العدل والجور يشملهما جنس واجد قريب.
(٢) ليست فى الأصل.
(٣) يزيد م قيل هذا قوله : (قيل له) ولا لزوم لها فان الأسلوب العربى يحتمل هذا الحذف.