كاتبا باكتساب. فيجب اذا أحدث الله تعالى كلامه فى غيره أن يكون ذلك الغير متكلما بكلام الله (١)
وهذا الدليل على قدم الكلام هو الدليل على قدم الإرادة لله تعالى ، لأنها لو كانت محدثة لكانت لا تخلو من أن يكون يحدثها (٢) فى نفسه ، أو فى غيره ، أو قائمة بنفسها ، فيستحيل أن يحدثها (فى نفسه ، لأنه ليس بمحل للحوادث. ويستحيل أن يحدثها) (٣) قائمة بنفسها ، لأنها صفة والصفة لا تقوم بنفسها ، كما لا يجوز أن يحدث علما وقدرة قائمين بأنفسهما. ويستحيل أن يحدثها فى غير ، لأن هذا يوجب أن يكون ذلك الغير مريدا بإرادة الله تعالى ، فلما استحالت هذه الوجوه التى لا تخلو الإرادة منها لو كانت محدثة ، صح أنها قديمة ، وأن الله لم يزل مريدا بها.
* * *
__________________
(١) للخصم أن يقول : ولا استحالة فى ذلك لأن المقصود بكلام الله فى رأيه ما يخلفه الله مباشرة من غير توسط ملك أو انسان. أما كلامه حقيقة المشابه لكلامنا حقيقة فلا يعترف : بوجوده بل يحكم باستحالته.
(٢) يزيد م بعدها (الله) ولا ضرورة لذلك لأن الفاعل ضمير يعود الى الله المذكور قبل هذا.
(٣) ب : ما بين قوسين قد تركه الناسخ.