فى غيره كما يتفضل وينعم ويحسن فيما يحدثه فى غيره تفضلا ونعمة واحسانا ورزقا. فان لم يلزم هذا لم يلزم ما قلتموه (١). وأيضا فان الله تعالى اذا أحدث فى غيره تفضلا ونعمة وفعلا واحسانا ورزقا كان ذلك الجسم موصوفا بأخص أوصاف الفعل والتفضل والرزق والنعمة والاحسان ، لأنه ان كان التفضل والنعمة والاحسان والفعل قوة لا بد أن يكون ذلك الجسم قويا. وكذلك ان كان علما أو حياة أو إرادة أو سمعا أو بصرا ، فيجب اذا أحدث كلاما فى غيره أن يشتق كذلك العين (٢) من أخص أوصاف الكلام ، فلما لم يجز ذلك بطل أن يكون الكلام مقياسا على ما قلتم من أن الله تعالى يحدث كلاما فى غيره كما يحدث فعله وتفضله ونعمه واحسانه فى غيره.
فان قالوا : أفليس (٣) قد يحدث الله تعالى كتابة فى غيره ولا يكون الشيء الّذي قامت به الكتابة كاتبا؟ قيل لهم ان أحدث الله تعالى فى غيره كتابة ضرورة كان ذلك الغير (٤) كاتبا باضطرار. وكذلك ان كانت الكتابة كسبا كان ذلك الغير
__________________
(١) لعل الأولى أن يقول : «لم يلزم ما قاله» لأن المؤلف قد قال فى يده الاعتراض : فان قال .. الخ.
(٢) كذا فى الأصل ب وقد غيرها م الى قوله «الغير» مع أن المعنى يتطلب : «العين» ولا يستقيم مع «الغير» لأن المقصود بالعين هنا المثل والنظير.
(٣) ب : نقلها الناسخ : فليس.
(٤) ب ، ل : للغير.