ولم زعمتم ذلك؟ قيل له : زعمنا ذلك لأن المراد اذا وقع لم يلحق من وقع مراده ضعف ولا تقصير عن بلوغ ما يريده بوقع (١) المراد فوجب (٢) أن يلحقه الضعف والتقصير عن بلوغ ما يريده اذا لم يقع مراده ألا ترى أن من وقع ما يعلمه لم يلحقه جهل ولا ضد من أضداد العلم بذلك الشيء اذا وقع وهو يعلمه ، فدل ذلك على أنه اذا لم يقع وهو لا يعلمه وجب جهله أو وصفه بضد من أضداد العلم. وكذلك اذا كان (٣) ما يريده لم يجب سهوه ولا ضعفه ولا وهنه ولا تقصيره عن بلوغ ما يريده ، واذا كان ما لا يريده وجب سهوه أو ضعفه ووهنه وتقصيره عن بلوغ ما يريد.
وأيضا اذا كان فى كون ما لا يريده من أفعاله التى اجتمعنا على أنها أفعاله وجوب (٤) السهو والغفلة والوهن والتقصير عن بلوغ ما يريده ، فكذلك (٥) يلزم فى كون ما لا يريده من غيره (٦) ما يلزم فى كون ما لا يريده مما اتفقنا على أنه من أفعاله. ألا ترى أنه اذا لزم من زعم أنه يكون من أفعال الله ما لا يعلم أن يصفه (٧) بالجهل أو بضد من أضداد العلوم لزم مثل ذلك
__________________
(١) تعليل لقوله «لم يلحق».
(٢) ب : نقلها الناسخ : فيجب.
(٣) «كان» تامة أى اذا وجد.
(٤) كلمة «وجوب» اسم لكان.
(٥) ب ، ل ، م «وكذلك» والمقام هنا للفاء لأنه جواب اذا.
(٦) فاعل لقوله «يلزم».
(٧) أن وما دخلت عليه فى تأويل مصدر فاعل لقوله «لزم».
(٤ ـ كتاب اللمع)