العاجز عن الشيء لتركه له. فان قال : ما أنكرت أن يكون القادر على الشيء قادرا على ضده كما كان العاجز عن الشيء قوة على ضده قياسا على العجز للزم عاجزا عن ضده أقيل : لو كانت القوة على الشيء قوة أن يكوم العون على الشيء عونا على ضده قياسا على أن العجز عن الشيء عجز عن ضده. وأيضا فلو كانت القدرة على الشيء قدرة على ضده قياسا على العجز ـ لأن العجز عن الشيء عجز عن ضده ـ لوجب القدرة (ما وجب فى العجز من أنه يتأتى (١) بها الشيء وضده كما يتعذر بالعجز الشيء وضده ، (وذلك أن) (٢) العجز اذا (وجد) (٣) عدم الشيء وضده المعجوز عنهما مع وجوده فلم يكن الانسان مكتسبا لهما فكان (٤) يلزم فى القدرة مثله اذا وجدت وهى القدرة على الشيء وضده أن يوجد الشيء وضده معها ، لأنه يجب وجود (٥) الضدين مع وجودها ؛ بخلاف ما يحكم به فى العجز ، لأن العجز يحكم فيه بعدم المعجوز عنه وضده مع وجوده (٦) ، فان لم يجز هذا فقد بطلت العلة وانقضت المعارضة ولم يجب أن تقاس القدرة على العجز اذا (٧) لم تكن علة تجمع بينهما ولم تكن القدر) من جنس العجز.
__________________
(١) ب وتبعه ل : يتاتا.
(٢) ب ، ل ، م : «ولكان».
(٣) ليست فى الأصل.
(٤) ب ، ل ، م : «لكان».
(٥) ب وتبعه ل : من وجود.
(٦) أى العجز ولعل هذه الفقرة هى أشد فقرات الكتاب ربكا وارتباكا.
(٧) ب وتبعه ل : اذا.