ولذا سوف يجزي كلا بعمله خيرا كان أو شرا وهو على ذلك قدير.
هذا ما دلت عليه الآيتان الأولى والثانية أما الآية الثالثة (١٣٥) فقد تضمنت أمر الله تعالى للرسول أن يقول للمشركين من قومه وهم كفار قريش بمكة (اعْمَلُوا (١) عَلى مَكانَتِكُمْ) ما دمتم مصرين على الكفر والشرك (إِنِّي عامِلٌ) على مكانتي فسوف (٢) تعلمون من تكون له عاقبة دار (٣) الدنيا وهي الجنة دار السّلام أنا أم أنتم مع العلم أن الظالمين لا يفلحون بالنجاة من النار ودخول الجنان ، ولا شك أنكم أنتم الظالمون بكفركم بالله تعالى وشرككم به.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ تقرير غنى الله تعالى المطلق عن سائر خلقه.
٢ ـ بيان قدرة الله تعالى على إذهاب الخلق كلهم والإتيان بآخرين غيرهم.
٣ ـ صدق وعد الله تعالى وعدم تخلفه.
٤ ـ تهديد المشركين بالعذاب إن هم أصروا على الشرك والكفر والذي دل عليه قوله (اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ) الدنيا (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).
(وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ
__________________
(١) هذا الأمر للتهديد ، والمكانة هي المكان كالدارة والدار والمراد بها الحال التي عليها الإنسان من قوة أو ضعف أو خير أو شر أو إصلاح أو إفساد.
(٢) الجملة تحمل التهديد الشديد وهي تشير إلى أن الرسول صلىاللهعليهوسلم واثق من نصره وحسن عاقبته وهو كذلك إذ الله تعالى الذي بيده الأمر هو الذي أمره أن يعلن عن هذا التهديد.
(٣) العاقبة لغة آخر الأمر وأثر عمل العامل ، فعاقبة كل شيء هي ما ينجلي عنه الشيء من نتيجة وأثر وتأنيث العافية بالنظر إلى تأويلها بالحالة والحالة مؤنثة.