لقبول الشياطين وقبول ما يوسوسون به ويوحونه من أنواع المفاسد والشرور كالشرك والمعاصي على اختلافها ، وبذلك تتم الولاية بين الشياطين والكافرين ، وكبرهان على هذا الولاء بينهم أن المشركين إذا فعلوا فاحشة خصلة ذميمة قبيحة شديدة القبح ونهوا عنها احتجوا على فعلهم بأنهم وجدوا آباءهم يفعلونها ، وأن الله تعالى أمرهم بها وهي حجة باطلة لما يلي
أولا : فعل آبائهم ليس دينا ولا شرعا.
ثانيا : حاشا لله تعالى الحكيم العليم أن يأمر بالفواحش إنما يأمر بالفواحش الذين يأتونها وهم الشياطين وأولياؤهم من الإنس ولهذا رد الله تعالى عليهم بقوله : (إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) ووبخهم معنفا إياهم بقوله : (أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ).
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ التذكير بنعم الله تعالى المقتضي للشكر على ذلك بالإيمان والتقوى. (١)
٢ ـ التحذير من الشيطان وفتنته لا سيما وأنه يرى الإنسان والإنسان لا يراه.
٣ ـ القلوب الكافرة هي الآثمة ، وبذلك تتم الولاية بين الشياطين والكافرين.
٤ ـ قبح الفواحش وحرمتها.
٥ ـ بطلان الاحتجاج بفعل الناس إذ لا حجة إلا في الوحي الإلهي.
٦ ـ تنزه الرب تعالى عن الرضا بالفواحش فضلا عن الأمر بها.
(قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩) فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٠) يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (٣١))
__________________
(١) الإيمان والتقوى بهما تحصل ولاية الرب للعبد ، قال تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ).