الكهل : من تجاوز سن الشباب أي ثلاثين سنة.
(الْكِتابَ) : الخط والكتابة.
(وَالْحِكْمَةَ) : فهم أسرار الشرع ، والإصابة في الأمور كلها.
تخلق كهيئة الطير : أي توجد وتقدر هيئة كصورة الطير.
(الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ) : الأكمه : من ولد أعمى ، والأبرص : من به مرض البرص.
(تُخْرِجُ الْمَوْتى) : أي أحياء من قبورهم.
(كَفَفْتُ) : أي منعت.
الحواريون : جمع حواري : وهو صادق الحب في السر والعلن.
معنى الآيات :
يحذر الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين من أهوال البعث الآخر يوم يجمع (١) الرسل عليهمالسلام ويسألهم وهو أعلم بهم : (فَيَقُولُ : ما ذا أُجِبْتُمْ؟) أطاعتكم أممكم أم عصتكم؟ فيرتج عليهم ويذهلون ويفوضون الأمر إليه تعالى ويقولون : (لا عِلْمَ لَنا : (٢) إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) ، إذا كان هذا حال الرسل فكيف بمن دونهم من الناس ويخص عيسى عليهالسلام من بين الرسل بالكلام في هذا الموقف العظيم ، لأن أمتين كبيرتين غوت فيه وضلت اليهود ادعوا أنه ساحر وابن زنى ، والنصارى ادعوا أنه الله وابن الله ، فخاطبه الله تعالى وهم يسمعون : (يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ) فأنت عبدي ورسولي وأمك أمتي ، وذكر له أنواع نعمه عليه فقال : (إِذْ أَيَّدْتُكَ (٣) بِرُوحِ الْقُدُسِ) ، جبريل عليهالسلام (تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ) وأنت طفل. إذ قال وهو في مهده (إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) وقوله (وَكَهْلاً) أي وتكلمهم وأنت كهل أيضا وفيه بشرى لمريم أن ولدها يكبر ولا يموت صغيرا وقد كلم الناس وهو شاب وسيعود إلى الأرض ويكلم الناس وهو كهل ويعدد نعمه عليه
__________________
(١) (يَوْمَ) منصوب على الظرفية معمول ل اسمعوا لفعل محذوف يقدّر ب اذكروا ، أو اسمعوا ، أو احذروا.
(٢) أي : لا علم لنا بباطن ما أجاب به أممنا ، ويشهد له حديث الصحيح : «يرد عليّ أقوام الحوض فيختلجون فأقول : أمتي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
(٣) أي : قويتك مأخوذ من الأيد الذي هو القوة ومنه قوله تعالى : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ).