فيقول : (وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) ، فكنت تكتب الخط وتقول وتعمل بالحكمة ، وعلمتك التوراة كتاب موسى عليهالسلام والإنجيل الذي أوحاه إليه (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي) فيكون طيرا بإذني أي اذكر لما طالبك بنو إسرائيل بآية على نبوتك فقالوا لك اخلق لنا طيرا فأخذت طينا وجعلته على صورة طائر وذلك بإذني لك ونفخت فيه بإذني فكان طائرا ، واذكر أيضا (تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ) وهو الأعمى الذي لا عينين له ، (وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي) أي بعوني لك وإقداري لك على ذلك (وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى) من قبورهم أحياء فقد أحيا عليهالسلام عددا من الأموات بإذن الله تعالى ثم قال بنو إسرائيل أحيي لنا سام بن نوح فوقف على قبره وناداه فقام حيا من قبره وهم ينظرون ، واذكر (إِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ) (١) فكذبوك وهموا بقتلك وصلبك ، (فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ). واذكر (إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ) (٢) على لسانك (أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي) أي بك يا عيسى (قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ) أي منقادون مطيعون لما تأمرنا به من طاعة ربنا وطاعتك.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ شدة هول يوم القيامة وصعوبة الموقف حتى إن الرسل ليذهلون.
٢ ـ وجوب الاستعداد لذلك اليوم بتقوى الله تعالى.
٣ ـ توبيخ اليهود والنصارى بتفريط اليهود في عيسى وغلو النصارى فيه.
٤ ـ بيان إكرام الله تعالى لعيسى وما حباه به من الفضل والإنعام.
٥ ـ ثبوت معجزات عيسى عليهالسلام وتقريرها.
(إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ
__________________
(١) أي : الدلالات والمعجزات وهي المذكورة في هذه الآيات من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى.
(٢) الوحي يكون بمعنى الإلهام لغير الرسول أمّا الرسول فطرق الوحي إليهم جاءت في آخر سورة الشورى.