أمر الله ونهيه ووعده ووعيده (فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) يرون قبح المعصية وسوء عاقبة فاعلها فكفوا عنها ولم يرتكبوها. وقوله تعالى : (وَإِخْوانُهُمْ) أي إخوان الشياطين من أهل الشرك والمعاصي (يَمُدُّونَهُمْ) أي الشياطين (فِي الغَيِ) أي في المعاصي والضلالات ويزيدونهم في تزيينها لهم وحملهم عليها ، (ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) عن فعلها ويكفون عن ارتكابها.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ الأمر بالتزام الآداب والتحلي بأكمل (١) الأخلاق ومن أرقاها العفو عمن ظلم وإعطاء من حرم ، وصلة من قطع.
٢ ـ وجوب الاستعاذة بالله عند (٢) الشعور بالوسوسة أو الغضب أو تزيين الباطل. (٣)
٣ ـ فضيلة التقوى وهي فعل الفرائض وترك المحرمات.
٤ ـ شؤم أخوة الشياطين حيث لا يقصر صاحبها بمد الشياطين له عن الغي الذي هو الشر والفساد.
(وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٠٣) وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٢٠٤) وَاذْكُرْ رَبَّكَ
__________________
(١) روي أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم قال : (أمرني ربي بتسع : الإخلاص في السر والعلانية والعدل في الرضا والغضب ، والقصد في الغنى والفقر ، وأن أعفو عمّن ظلمني وأصل من قطعني ، وأعطي من حرمني وأن يكون نطقي ذكرا وصمتي فكرا ونظري عبرة).
(٢) روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (يأتي الشيطان أحدكم فيقول له من خلق كذا وكذا حتى يقول له : من خلق ربّك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته) فقوله : فليستعذ : الأمر للوجوب إذ لا يدفع الشيطان إلا الله تعالى فهو الذي ينجي منه ويجير.
(٣) روي أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما نزلت آية (خُذِ الْعَفْوَ) الآية قال صلىاللهعليهوسلم : (كيف يا رب والغضب) فنزلت : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ ...) الخ.