يَتَوَكَّلُونَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤))
شرح الكلمات :
(الْأَنْفالِ) : جمع نفل (١) بتحريك الفاء : ما يعطيه الإمام لأفراد الجيش تشجيعا لهم.
(ذاتَ بَيْنِكُمْ) : أي حقيقة بينكم ، والبين الوصلة والرابطة التي تربط بعضكم ببعض من المودة والإخاء.
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) : أي الكاملون في إيمانهم.
(وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) : أي خافت إذ الوجل : (٢) هو الخوف لا سيما عند ذكر وعيده ووعده.
(وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) : على الله وحده يعتمدون وله أمرهم يفوضون.
(وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) : أي أعطيناهم.
(أُولئِكَ) : أي الموصوفون بالصفات الخمس السابقة.
(لَهُمْ دَرَجاتٌ) : منازل عالية في الجنة.
(وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) : أي عطاء عظيم من سائر وجوه النعيم في الجنة.
معنى الآيات :
هذه الآيات نزلت في غزوة بدر وكان النبي صلىاللهعليهوسلم قد نفل (٣) بعض المجاهدين لبلائهم
__________________
(١) النفل : بسكون الفاء : اليمين وفي الحديث : (فتبرئكم يهود بنفل خمسين منهم) وهو أيضا الانتفاء من الشيء وفي الحديث : (فانتفل من ولدها) والنفل : نبت معروف ، والنفل : الزيادة على الفرائض في الصلاة.
(٢) قيل لبعضهم : متى تعرف أنه استجيب دعاؤك؟ قال : إذا اقشعرّ جلدي ووجل قلبي ، وفاضت عيناي بالدموع ، وقالت عائشة رضي الله عنها : ما الوجل في القلب إلا كضرمة السعفة ، فإذا وجل أحدكم فليدع عند ذلك.
(٣) هذا ما ذهب إليه ابن جرير ورجحه محتجا عليه بشواهد اللغة والتاريخ والجمهور على أن المراد بالأنفال هنا غنائم بدر ، والكل محتمل إذ حصل النفل ، وحصلت الغنيمة ، ولما اختلفوا ردت إلى الله ورسوله ثم حكم الله تعالى فيها بقوله : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ..) الآية.