اللهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٧٤))
شرح الكلمات :
(جاهِدِ الْكُفَّارَ) : ابذل غاية جهدك في قتال الكفار والمنافقين.
(وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) : أي في القول والفعل أي شدد عليهم ولا تلن لهم.
(كَلِمَةَ الْكُفْرِ) : أي كلمة يكفر بها من قالها وهي قول الجلاس بن سويد : إن كان ما جاء به محمد حقا لنحن شرّ من الحمير.
(وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا) : أي هموا بقتل النبي صلىاللهعليهوسلم في مؤامرة دنيئة (١) وهم عائدون من تبوك.
(وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ) : أي ما أنكروا أو كرهوا من الإسلام ورسوله إلا أن أغناهم الله بعد فقر أعلى مثل هذا يهمون بقتل رسول الله؟
معنى الآيتين :
يأمر تعالى رسوله محمدا صلىاللهعليهوسلم بجهاد الكفار والمنافقين فيقول (يا أَيُّهَا النَّبِيُ) (٢) (جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ) وجهاد الكفار يكون بالسلاح وجهاد المنافقين يكون باللسان ، (٣) وقوله تعالى (وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) (٤) أي شدد عملك وقولك ، فلا هوادة مع من كفر بالله ورسوله ، ومع من نافق الرسول والمؤمنين فأظهر الإيمان وأسر الكفر وقوله تعالى (وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي جهنم يريد ابذل ما في وسعك في جهادهم قتلا وتأدييا هذا لهم في الدنيا ، وفي الآخرة مأواهم جهنم وبئس المصير ، وقوله تعالى في الآية الثانية (٧٤) (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا) هذا الكلام علّة للأمر بجهادهم والإغلاظ عليهم لقول الجلاس بن سويد المنافق : لئن كان ما جاء به محمد حقا لنحن شر من الحمير سمعه منه أحد المؤمنين فبلغه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجاء
__________________
(١) اقرأ نصها في التفسير فإنها واضحة ومختصرة.
(٢) يدخل في هذا الخطاب أمته صلىاللهعليهوسلم.
(٣) بأن يقول لهم الكلمة الغليظة الشديدة ويكفهر في وجوههم أي : يعبس ولا يبسط وجهه فيهم.
(٤) هذه الآية نسخت كل شيء من العفو ، والصفح الذين كان الرسول صلىاللهعليهوسلم يؤمر بهما إزاء المشركين والمنافقين.