فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (٧٦) قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (٧٧) قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ (٧٨))
شرح الكلمات :
(بِالْبَيِّناتِ) : أي بالحجج الواضحات على صدق دعوتهم ، وما يدعون إليه من توحيد الله تعالى.
(نَطْبَعُ) : الطبع على القلب عبارة عن تراكم الذنوب على القلب حتى لا يجد الإيمان إليه طريقا.
(الْمُعْتَدِينَ) : الذين تجاوزوا الحد في الظلم والاعتداء على حدود الشرع.
(الْحَقُ) : الآيات التي جاء بها موسى عليهالسلام وهي تسع.
(لِتَلْفِتَنا) : لتصرفنا وتحول وجوهنا عما وجدنا عليه آباءنا.
(الْكِبْرِياءُ) : أي العلو والسيادة والملك على الناس.
معنى الآيات :
لما ذكر تعالى طرفا من قصة نوح عليهالسلام وأبرز فيها مظهر التوكل على الله تعالى من نوح ليقتدى به ، ومظهر نصرة الله تعالى لأوليائه وهزيمته أعدائه ذكر هنا سنة من سننه في خلقه وهي أنه بعث من بعد نوح رسلا كثيرين (١) إلى أممهم فجاؤوهم بالبينات أي بالحجج والبراهين على صدقهم وصحة ما جاءوا به ودعوا إليه من توحيد الله ، فما كان أولئك الأقوام ليؤمنوا بما كذب به من سبقهم من أمة نوح. قال تعالى : (كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى (٢)
__________________
(١) كهود وصالح وابراهيم ولوط وشعيب وغيرهم.
(٢) (نَطْبَعُ) نختم ، إذ الختم والطبع واحد ، والطبع يكون بالخاتم.