شرح الكلمات :
(إِنْ يَسْرِقْ) : أي يأخذ الصواع خفية من حرزه.
(فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ) : أي يوسف في صباه.
(فَأَسَرَّها يُوسُفُ) : أي أخفى هذه التهمة في نفسه.
(وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ) : أي لم يظهرها لهم.
(أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً) : أي منزلة ممن رميتموه بالسرقة.
(بِما تَصِفُونَ) : أي بحقيقة ما تصفون أي تذكرون
(أَباً شَيْخاً كَبِيراً) : أي يعقوب عليهالسلام.
(مَعاذَ اللهِ) : أي نعوذ بالله من أن نأخذ من لم نجد متاعنا عنده.
(مَتاعَنا) : أي الصواع.
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحديث مع يوسف عليهالسلام وإخوته ، إنه بعد أن استخرج يوسف الصواع من متاع أخيه وتقرر ظاهرا أن بنيامين قد سرق ، قال إخوته ما أخبر به تعالى عنهم في قوله : (قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) (١) أي إن يكن بنيامين قد سرق كما قررتم فلا عجب فقد سرق أخ له من قبل يعنون يوسف أيام صباه ، كان يسرق الطعام ويعطيه للمساكين وسرق صنما لأبي أمه فكسره حتى لا يعبده ، وليس هذا من السرقة المحرمة ولا المذمومة بل هي محمودة. وقوله تعالى : (فَأَسَرَّها يُوسُفُ (٢) فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ) أي أسر يوسف قولتهم (فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) ولم يظهرها لهم وقال ردا لقولتهم الخاطئة : (أَنْتُمْ شَرٌّ (٣) مَكاناً) أي شر منزلة ممن رميتموه بالسرقة (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ) أي بحقيقة ما تذكرون. ولما سمعوا قول يوسف وكان فيه نوع من الصرامة والشدة قالوا مستعطفين يوسف مسترحمينه بما حكى الله تعالى عنهم في قوله : (قالُوا يا
__________________
(١) وجائز أن يكون قولهم : (فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) : مجرد رد تهمة وجهت إليهم وألزموا بها فدفعوها بقولهم : فقد سرق أخ له من قبل. وهو مجرد بهتان وقول باطل.
(٢) وجائز أن يكون : (فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ) : أي أسرّ كلمة : (أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً) أي : أخفاها فلم يتلفظ بها إحسانا إليهم ثم جهر بقوله والله أعلم بما تصنعون.
(٣) (شَرٌّ) : اسم تفضيل بمعنى : أشرّ ، والمكان بمعنى : حالة أي : الحال التي أنتم عليها من أشر الأحوال.