عَلَيْنا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٩٠) قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ (٩١) قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٩٢) اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (٩٣))
شرح الكلمات :
(إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ) : أي لا تعلمون ما يؤول إليه أمر يوسف.
(قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا) : أي أنعم علينا بأن جمع بيننا بعد افتراق طويل أنتم سببه.
(مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ) : أي يتق الله فيخافه فلا يعصيه ويصبر على ما يناله من وصب ونصب.
(لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا) : أي فضلك علينا بما منّ عليك من الإنعام والكمال.
(لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ) : أي لا عتب عليكم ولا لوم.
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحديث مع يوسف وإخوته ، إنه لما وصلوا إليه من أرض كنعان بأمر والدهم وشكوا إليه ما هم فيه من ضيق الحال إذ قالوا له : قد مسنا الضر (١) وجئنا ببضاعة (٢) مزجاة ، لما سمع منهم ذلك رق قلبه وارفضّت عيناه بالدموع وأراد أن ينهي التكتم الذي كان عليه وهو إخفاء حاله عليهم فقال لهم : (هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ) (٣) ذكرهم
__________________
(١) في الآية دليل على جواز الشكوى عند الضرّ بل يتعين على العبد إذا خاف على نفسه الضرر من جوع أو مرض أن يشكو ذلك لرفعه.
(٢) بضاعة مزجاة : البضاعة : القطعة من المال يقصد بها شراء شيء يقال : أبضعت الشيء واستبضعته أي : جعلته بضاعة ، والمزجاة : المدفوعة التي لا تقبل من الإزجاء الذي هو السوق بدفع ، ومنه قوله تعالى : (يُزْجِي سَحاباً) يريدون أنها بضاعة رديئة.
(٣) كأنه يقول : أنا يوسف أنا المظلوم أنا المراد قتله.