الأحوال ولكنه أي القرآن هو (تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) أي تقدم في النزول عليه كالتوراة والإنجيل فهو مصدق لهما في أصول الإيمان والتوحيد ولا يتنافى معهما وهذا أكبر دليل على أنه وحي إلهي مثلهما ، وليس بالكلام المختلق كما يقول المبطلون ، وقوله تعالى : (وَتَفْصِيلَ (١) كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) أي كما هو مصدق لما بين يديه هو أيضا يفصل كل شيء تحتاج إليه البشرية في دينها المزكي لأنفسها الموجب لها رحمة ربها ورضاه عنها وهدى ينير الطريق فيهدي من الضلالة ورحمة تنال المؤمنين به العاملين به المطبقين لشرائعه وأحكامه.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان سنة الله تعالى في تأخر النصر على رسله وعباده المؤمنين زيادة في الإعداد والتمحيص ثم يأتي نصر الله فيعز أولياء الله ويذل أعداءه.
٢ ـ التنديد بالإجرام وهو الإفساد للعقائد والأخلاق والشرائع والأحكام.
٣ ـ بيان فضل القرآن وما فيه من الهدى والرحمة لمن طلب ذلك منه.
٤ ـ المؤمنون باعتبار أنهم أحياء هم الذين ينتفعون بهداية القرآن ورحمته.
__________________
(١) أي : مما يحتاج إليه البشر من الحلال والحرام ، والشرائع والأحكام.