فقال : من غرائب ما يستدل به على ترك امانة هذا الرجل وعدم الاعتماد والوثوق على نقله رواية هذا الحديث ، فقد روى بعض هذا الحديث ليستدل به على مطلوبه وهو الطعن في رواية الصحاح ، وما ذكر تمامه وتمام الحديث : «أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما قال لزيد بن عمرو بن نفيل هذا الكلام ، قال : وأنا أيضاً لا آكل من ذبيحتهم ومما لم يذكر عليه اسم الله تعالى فاكلا معاً».
وهذا الرجل لم يذكره التتمة ليتمكن من الطعن في الرواية ، نسأل الله العصمة من التعصب فانه بئس الضجيع.
أقول : فيه أولاً : ان هذه التتمة موضوعة مختلقة افتراها واخترعها هذا الناصب ، ونسخ صحيح البخاري موجودة منتشرة في شرق العالم وغربها ليس فيها من هذه التتمة عين ولا أثر فليراجع من أراده.
وثانياً : انه إمّا أن يكون الضمير في الحديث في قوله : «فأبى» و «ثمّ قال» راجعاً إلى الرسول أو إلى زيد ، فان كان راجعاً إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فنفس العبارة المنقولة كافية في دفع الطعن ، ولا يتمكن من الطعن فيه وان لم تكن هذه التتمة موجودة مع أن صريح كلامه ابتناء عدم التمكن من الطعن ودفعه على هذه التتمة وأيضاً على التقدير فالضمير في هذه التتمة في قوله : «قال وأنا أيضاً» ان كان راجعاً إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فلا معنى له أصلاً بل يصير من قبيل الهذيان ، اذ بعد قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحديث : أنا لا آكل ، فأي معنى لقوله ثانياً : وأنا أيضاً لا آكل؟
وان كان إلى زيد فلهذه التتمة مدخلية في دفع الطعن عن زيد؟ والكلام لم يكن فيه ، ولم يرده العلامة قدّس الله روحه حتى يحذف التتمة لاجله ،