فاذا كان حطم النمل التي تقع تحت الاقدام ممتنعاً من جنود النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عمداً فامتناع اهلاكها واحراقها من نفس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أولى ، فلينظر العاقل أن هؤلاء القوم المصحّحين لروايات البخاري الموجبة لاثبات أمثال هذا على الأنبياء عليهمالسلام أولى بالتسفيه والتحميق أو من يطعن على جماعة من الصحابة بالنصوص الثابتة الصحيحة عند الفريقين المروية في اسفار الفريقين.
حديث : تفضيل الخلفاء وتكذيب رواته
ومنها : ما أورده في باب مناقب عثمان عن ابن عمر قال : كنا في زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثمّ عمر ثمّ عثمان ثمّ نترك أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا نفاضل بينهم (١).
__________________
الكتاب والسنة ما ينافي ويناقض مدّعاهم ، لأن تمامية التأثير للمقتضي من دون نظر إلى فقد المانع غير معقول.
فإن التزم الفخر وغيره بتمامية التأثير للمقتضي دون فقد الموانع فقد التزموا في الواقع بأمور مستحيلة ، ومثلها ما في امرأة نوح وامرأة لوط اللتين (كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما) ، التحريم : ١٠ ـ وهكذا في الآية المباركة (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) التحريم : ٤ ـ على ما في تفسير الآية عن عمر بن الخطاب أنهما عائشة وحفصة ، ولا تؤثر فيهما صحبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهل ذلك لقصور المقتضي أعني وعظ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إيّاهما ؛ أم لوجود المانع للاتّعاظ فيهما؟
وهكذا قول أبي بكر : إن لي شيطاناً يعتريني ، فإن اعتراه الشيطان وارتكب متعمّداً جناية فالارتكاب معلول قصور المقتضي لوعظ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو لموانع في نفسه ، حيث قال في أواخر أيّامه : «وَدِدتُ أني لم أكن كشفت بيت فاطمة» المعجم الكبير للطبراني ١ : ٦٢ ، كتاب الأموال لأبي عبيد : ١٧٤ ، ميزان الاعتدال ٣ : ١٠٨ ، رقم ٥٧٦٣ ، لسان الميزان ٤ : ٧٠٦ رقم ٥٧٥٢.
وما ذكر في التفاسير المعتبرة من النفاق في جماعة أدركوا صحبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وصلّوا خلفه ، ثمّ تركوه واشتغلوا باللهو والتجارة كما في سورة الجمعة : «وتركوك قائماً».
(١). صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عثمان رقم ٣٦٩٨ وفي فضائل أبي بكر رقم ٣٦٥٥.