فقال : «يا هاروني إن لمحمد من الخلفاء اثني عشر إماما عدلا لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم ، وإنهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض ، ومسكن محمد صلىاللهعليهوآله في جنته مع أولئك (١) الاثني عشر إماما العدول» قال : صدقت والله الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده واملاء موسى (٢).
قال : فأخبرني عن الواحدة ، أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده؟ وهل يموت أو يقتل؟ قال : «يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما ثم يضرب ضربة هاهنا ـ يعني قرنه ـ فتخضب هذه من هذا». قال : فصاح الهاروني وقطع تسبيحه وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأنّك وصيه الذي ينبغي أن تفوق ولا تفاق ، وأن تعظم ولا تستضعف ، ثم مضى به علي عليهالسلام إلى منزله فعلمه معالم الدين (٣).
انظر أيها الأخ إلى هذه الأخبار وأنها نص في صحة معتقد الامامية ، وهو ان الأئمة بعد رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين بنص رسول الله صلىاللهعليهوآله اثنا عشر وأنهم أوصياؤه ، وهذه الأخبار كلها من طرق العامة المخالفين والحمد لله رب العالمين.
ورويت هذه الأخبار أيضا من طرق الامامية ومعناها ، فعملت بمضمونها الامامية دون العامة المخالفين مع روايتهم لها ولغيرها التي تطابقها من طرقهم فما ذا بعد الحق إلا الضلال.
السابع والأربعون : صدر الأئمة ـ أخطب خوارزم عند المخالفين ومن أجل أعيانهم ـ موفق بن أحمد في كتاب فضائل علي عليهالسلام قال : كتب إلى معاوية عمرو بن العاص في جواب مكاتبة من معاوية لعمرو بن العاص يستفزه في المعونة على أمير المؤمنين عليّ فكان جواب عمرو بن العاص في الجواب فكتب إليه عمرو : من عمرو بن (٤) العاص صاحب رسول الله إلى معاوية بن أبي سفيان
__________________
(١) في كمال الدين : في جنة عدن معه أولئك.
(٢) في المصدر : واملاء موسى عمي عليهماالسلام ، وفي كمال الدين : واملاء عمي موسى عليهالسلام.
(٣) فرائد السمطين ١ : ٣٥٤ / ح ٢٨٠.
(٤) هكذا ورد صدر الحديث في المناقب :
وروي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام أرسل الى معاوية رسله وهم الطرماح ، وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما قبل مسيره الى صفين وكتب إليه مرة بعد أخرى يحتج عليه ببيعة أهل الحرمين له ، وسوابقه في الإسلام لئلا يكون بين أهل العراق وأهل الشام محاربة ومعاوية يعتل بدم عثمان ، ويستغوي بذلك جهال الشام ، واجلاف العرب ، ويستميل إليه طلبة الدنيا الدنية بالأموال والولايات وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته ، وأهل مودته وعشيرته في قتال عليّ عليهالسلام فقال له أخوه عتبة هذا أمر عظيم لا يتم إلا بعمرو بن العاص فإنه قريع زمانه في الدهاء ـ