خلقي ، واميني على وحيي ، اخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي الحسن ، ثم اكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب ، ستذل أوليائي في زمانه ويتهادون رءوسهم كما تتهادى رءوس الترك والديلم فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ، وينشأ الويل (١) والرنين في نسائهم ، أولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم اكشف الزلازل ، وأدفع عنهم الآصار والأغلال ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون.
قال عبد الرّحمن بن سالم ، قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله (٢).
ثم قال ابن بابويه : وحدّثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن الحسين (٣) ابن درست السروري ، عن جعفر بن محمد بن مالك قال : حدّثنا محمد بن عمران الكوفي ، عن عبد الرّحمن بن أبي نجران ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله الصادقعليهالسلام أنّه قال : «يا إسحاق ألا أبشّرك؟» قلت : بلى جعلت فداك يا بن رسول الله فقال : «وجدنا صحيفة بإملاء رسول الله صلىاللهعليهوآله وخط أمير المؤمنين ، فيها : بسم الله الرّحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم». وذكر الحديث مثله سواء إلا أنّه قال في آخره : ثم قال الصادق عليهالسلام : «يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن غير أهله يصنك الله ويصلح بالك ، ثم قال : من آمن بهذا أمن من عقاب الله عزوجل» (٤).
ثم قال ابن بابويه : وحدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثنا الحسن بن إسماعيل ، قال : حدّثنا سعيد بن محمد القطان (٥) قال : حدّثنا عبد الله بن موسى الروياني أبو تراب ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده أن
__________________
(١) في المصدر : ويفشو الويل.
(٢) كمال الدين : ١ / ٣٠٨ ـ ٣١١ ، وذكره الشيخ الكليني في اصول الكافي : ١ / ٥٢٧ ـ ٥٢٨ ، والشيخ الطوسي في كتابه الغيبة : ٩٣ ـ ٩٥ ، والطبرسي في اعلام الورى ص ٣٧١ ـ ٣٧٣ ، وفي الاحتجاج للشيخ أبي علي الطبرسي : ١ / ٨٤ ـ ٨٧ ط النجف الاشرف ، والبحار : ٣٦ / ١٩٦ ـ ١٩٧.
(٣) في اعلام الورى : محمد بن الحسن.
(٤) كمال الدين : ١ / ٣١٢ وفيه : «من دان بهذا أمن من عقاب الله» ، عيون الاخبار : ١ / ٣٦ ط النجف ، اعلام الورى ص ٣٧٣ ، البحار : ٣٦ / ٢٠٠.
(٥) في كمال الدين : محمد بن القطان.