اسم وصي من أوصيائي ، أوّلهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي ، فقلت : يا رب أهؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحجتي بعدك (١) على بريتي ، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك ، وعزتي وجلالي لأظهرنّ بهم ديني ، ولأعلينّ بهم كلمتي ، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ، ولأملّكنه مشارق الأرض ومغاربها ، ولاسخرنّ له الرياح ، ولاذللن له السحاب (٢) الصعاب ، ولأرقينّه في الأسباب ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى تعلوا دعوتي (٣) ويجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه ، ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة» (٤).
السابع : محمد بن خالد الطيالسي ، ومحمد بن عيسى بن عبيد باسنادهما عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام : «كان الله (٥) ولا شيء غيره ولا معلوم ولا مجهول ، فاول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته (٦) فاوقفنا اظلّة خضراء بين يديه ، لاسماء (٧) ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر ففضل نورنا (٨) من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبح الله تعالى ونقدسه ونحمده ونعبده حق عبادته ، ثم بدا الله تعالى أن يخلق المكان فخلقه ، وكتب على المكان : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، عليّ أمير المؤمنين ووصيه به أيدته وبه نصرته ، ثم كيّف الله (٩) العرش فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك ، ثم السماوات (١٠) فكتب على أطرافها مثل ذلك ، ثم خلق الجنة والنار فكتب عليهما مثل ذلك ، ثم خلق الله الملائكة وأسكنهم السماء ، ثم تراءى لهم الله تعالى (١١) وأخذ عليهم الميثاق له بربوبيته ولمحمدصلىاللهعليهوآله بالنبوّة ولعليّ عليهالسلام بالولاية فاضطربت فرائص الملائكة فسخط الله تعالى على الملائكة واحتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون الله من سخطه ويقرون بما أخذ عليهم ويسألونه الرضا فرضي عنهم بعد ما أقروا بذلك ، فأسكنهم بذلك الاقرار السماء واختصهم لنفسه واختارهم لعبادته ، ثم أمر الله تعالى أنوارنا أن تسبح فسبحنا
__________________
(١) في كمال الدين : وحججي بعدك.
(٢) في كمال الدين : الرقاب.
(٣) في كمال الدين : حتى يعلن دعوتي.
(٤) كمال الدين : ٢٥٤ ، بحار الأنوار ٢٦ / ٣٣٥ ، عن : عيون الاخبار وعلل الشرائع.
(٥) في البحار : يا جابر كان الله.
(٦) في البحار : من نوره وعظمته.
(٧) في البحار : حيث لا سماء.
(٨) في البحار : يفصل نورنا.
(٩) في البحار : خلق الله.
(١٠) في البحار : ثم خلق الله السماوات.
(١١) المراد أن الله عرف نفسه لهم.