(أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (٦) وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ (٨) وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (٩))
٦ ـ (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ ...) ألم ينظروا إلى ما أفنيناه قبلهم من الناس؟. والقرن : أهل عصر واحد ، ويطلق على مائة سنة ، وله معان أخرى لا تناسب المقام .. فقد كنّا (مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ) أي جعلنا لهم مكنة ورفعة بحيث كان لهم سلطان على الآخرين (ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ) يعني أعطيناهم من القوة ما لم نعطكم يا أهل مكة ، وفي الجملة التفات عن الغيبة للتنبيه (وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً) أي كنّا نمطرهم بغزارة ونرسل لهم بركات السماء وخيراتها (وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ) أي تسير تحت غرفهم ومنازلهم ، وماؤها يصلهم مع خيراته بسهولة فعاشوا في نعيم ورفاهية وخصب ، ونسوا ذكر الله وارتكبوا الكفر والمعاصي (فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ) أي دمّرناهم لعدم إيمانهم وأفنيناهم (وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) أي خلقنا وتعهّدنا أجيالا غيرهم وأقمناها بدلا عنهم. والقادر على ذلك قادر على أن يفعله بكم يا أهل مكة الذين خاطبناكم.
٧ ـ (وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ) : يعني لو أننا استجبنا لطلبهم