عندهم ولا يحصل لهم اليقين إذ يعتقدون أن المرئيّ رجل فلا يؤمنون برسالته ولا يستمعون إلى قوله ، وتكون النتيجة أن يهلكوا في كل حال.
* * *
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١) قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٢) وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٣))
١٠ ـ (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ ...) في هذا القول تسرية عن قلب النبيّ صلىاللهعليهوآله وإزالة لهمّه وكشف لغمّه إذ ذكر له سبحانه أن الرّسل من قبله قد استهزأ بهم الناس وسخروا من دعوتهم إلى الله تبارك وتعالى (فَحاقَ) أي أحاط (بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ) استهزءوا من دعوتهم (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) وهو العذاب الذي هدّدهم به الرّسل فلم يصدّقوا به فأنزله الله عليهم حين استحقوه جزاء استهزائهم.
١١ ـ (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ...) أي قل لهم يا محمد : اذهبوا في الأرض وتتّبعوا ما أصاب الأمم من قبلكم ، واختبروا واعتبروا (ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) وتأمّلوا بمصائر الذين كذّبوا الرّسل ولم يصدّقوهم فأهلكهم الله بالعذاب والاستئصال جزاء عنادهم وكفرهم.
١٢ ـ (قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...) أي اسأل يا محمد