عتبة يتعصب لمحمد فإنه من بني عبد مناف ، وابنه معه يريد أن يخذّل بين الناس. لا واللات والعزى حتى نقحم عليهم يثرب ونأخذهم أسارى فندخلهم مكة وتتسامع العرب بذلك.
وكان أبو حذيفة بن عتبة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله. وكان أبو سفيان لما جاز بالعير بعث إلى قريش قد نجّى الله عيركم فارجعوا ودعوا محمدا والعرب وادفعوه بالراح ما اندفع ، وإن لم ترجعوا فردّوا القيان. فلحقهم الرسول (ص) بالجحفة فأراد عتبة أن يرجع فأبى أبو جهل وبنو مخزوم ، وردّوا القيان من الجحفة ... وفزع أصحاب النبيّ (ص) لمّا بلغهم كثرة قريش واستغاثوا وتضرّعوا فأنزل الله سبحانه : (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ...) (وستأتي بقية قصة غزاة بدر بعد صفحات قليلة).
* * *
(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (٩) وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (١٠))
٩ ـ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ، فَاسْتَجابَ لَكُمْ ...) أي : واذكروا أيها المسلمون إذ تستجيرون بربكم وتطلبون منه الغوث قبل نصركم يوم بدر. والعامل في إذ قوله : ويبطل الباطل ، وقيل هو محذوف أي واذكروا إذ كنتم تستغيثون. وعلى الوجه الأول يكون الكلام متصلا بما قبله ، وعلى الوجه الثاني يكون الكلام مستأنفا ... فيوم كنتم تستجيرون بربكم استجاب لكم وكشف الضرّ عنكم ووافق على مسألتكم وأجاب دعاءكم (أَنِّي مُمِدُّكُمْ) أي مرسل لكم مدادا (بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) أي متبعين ألفا آخر لأن مع كل واحد منهم ردفا. وقيل بل هم ألف واحد