الرجل ويقول : أبشروا فإن الله ناصركم. وقيل إن تثبيتهم هو بقتالهم معهم وبتشجيعهم وبأشياء تلقى في قلوبهم فيقولون على القتال (سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) الرّعب هو الخوف الشديد الذي يلقيه الله جلّ وعلا في قلوب المشركين من سطوة أوليائه المؤمنين (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ) أي اضربوا الرؤوس والجماجم التي تحملها أعناق الكافرين أيها المؤمنون. وقيل هو خطاب للملائكة التي كانت لا تعرف كيف تضرب فعلّمها الله تعالى ذلك (وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ) البنان هي أطراف اليدين والرجلين ، أي الأصابع فاضربوها لتختلّ السيوف في أيديهم وليفقدوا توازنهم حين تضرب أيديهم وأرجلهم.
١٣ ـ (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ ...) أي ذلك العذاب الذي كتبته عليهم والذي أمرتكم به ، كان بسبب أنهم خالفوا الله ورسوله وحاربوهما (وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ) يخالف أوامرهما ويعصيهما لأن الشقاق هو العصيان (فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) يهلك العصاة في الدنيا ، ويخلّدهم في النار في الآخرة ، وهذا من أشد العقاب الذي ينزله بأعدائه ولا يفوته.
١٤ ـ (ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ) : أي هذا الذي أعددته لكم أيها الكافرون من القتل والإهلاك في الدنيا فذوقوه في العاجلة ، وإن لكم في الآجلة عذاب النار التي تحرقكم ولا تموتون فيها ولا تحيون.
.. أما بقية قصة غزوة بدر فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا أصبح عبّأ أصحابه الذين كانوا لا يملكون سوى فرسين أحدهما للزبير والثاني للمقداد. وكان معهم سبعون جملا يتعاقبون عليها. أما عسكر قريش فكان فيه أربعمائة فرس (وقيل مائتا فرس) ولذلك قال أبو جهل حين رأى النبيّ (ص) وأصحابه : ما هم إلّا أكلة رأس ، لو بعثنا إليهم عبيدنا لأخذوهم أخذا باليد. فقال عتبة بن ربيعة : أترى لهم كمينا أو مددا؟ فبعثوا عمير بن وهب الجمحي الفارس الشجاع ، فجال بفرسه حول عسكر النّبيّ (ص) وعاد فقال : ليس لهم كمين ولا مدد ، ولكنّ نواضح