كعبد الله بن أبيّ وجدّ بن قيس وأوس بن قبطي وغيرهم.
٤٨ ـ (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ ...) أي أنهم أرادوا الشرّ بك يا محمّد وأضمروا لك السوء ورغبوا في اختلاف المسلمين وتفريق آرائهم (مِنْ قَبْلُ) يعني قبل حدوث وقعة تبوك ـ أي في وقعة أحد ، يوم انصرف ابن أبيّ بمن معه وخذل النبيّ (ص) ـ أو أنهم أرادوا صرف الناس عن الإيمان بإلقاء الشّبهات في نفوس ضعفاء المسلمين ، بل قيل إنه عنى ما أرادوه من الفتك بالنبيّ (ص) في غزوة تبوك (ليلة العقبة) وكانوا اثني عشر رجلا من المنافقين الذين ترصّدوه على ثنيّة الوادي ودحرجوا الصخور ليجفلوا مركبه (وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) يعني استعملوا الحيل والخدع ليوهّنوا أمرك وليوقعوا الاختلاف بين المؤمنين. فتقليب الأمور له هو سائر محاولاتهم في الكيد له فإنهم كانوا كلما لجأوا إلى حيلة وفشلت ، عادوا إلى غيرها حتى أعيتهم الحيل (حَتَّى جاءَ الْحَقُ) أي جاء ظفرك الذي وعدك الله تعالى به وانتصر حقّك على باطلهم (وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ) يعني دينه ـ الإسلام ـ علا على عقيدة الكفار الفاسدة برغمهم (وَهُمْ كارِهُونَ) في حال كرههم لظهوره وانتصاره.
* * *
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (٤٩) إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (٥٠) قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ ما كَتَبَ اللهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (٥١))