أهل للعبادة (فَاعْبُدُوهُ) لأنه جلّ وعلا مستجمع لكافة صفات الربوبيّة مستحقّ للعبادة وحده (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) مستطيع لأن يكون معتمدا لكم وقائما بأموركم وحافظا لكم لقدرته على كل شيء.
١٠٣ ـ (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ، وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ ...) أي لا تراه الأبصار : العيون ، ولا البصائر تحيط بكنهه ، وهي العقول ، بل هو يراها ويحيط بها. و
في المجمع والعياشي عن الرضا عليهالسلام أنه سئل عمّا اختلف الناس فيه من الرؤية فقال : من وصف الله تعالى بخلاف ما وصف به نفسه فقد أعظم الفرية على الله ، فلا تدركه الأبصار التي هي في القلوب ولا تراه العيون (وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) واللّطف هو الرّفق ، ولطف الله بالعبد هو رحمته به وإيصاله إلى كلّ ما يحب. وقد تعني لفظة : اللطيف ، هنا : أنه الذي لا يدرك بأوهام المخلوق انسجاما مع كونه لا تدركه الأبصار. والخبير هو العالم بكل شيء كمن يعلم عن تجربة ودقة ، لأنه عالم بالشيء وبحقيقته وكنهه كلّا وجزءا. واللطيف اسم من أسمائه الحسنى ، ومعناه البارّ بعباده المحسن إليهم الرفيق بهم.
١٠٤ ـ (قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ ...) يعني جاءتكم من ربّكم حجج وبراهين كافية شافية لمن تبصّر بها وتدبّرها (فَمَنْ أَبْصَرَ) رأى الحق وآمن به في قلبه بعد أن أدركته بصيرته (فَلِنَفْسِهِ) أي أنه ينفعه ذلك لنفسه فيؤمن ويختار لها طريق النجاة (وَمَنْ عَمِيَ) لم ير الحقّ وكفر (فَعَلَيْها) يعني يكون قد جنى على نفسه فوقع عليها وبال عماه بسوء اختياره لها (وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) أي لست عليكم بوكيل شديد الحفظ والإحصاء لأعمالكم الحسنة أو القبيحة إذ ليس هذا عليّ ولا من وظيفتي ، بل الله سبحانه هو الحفيظ المحصي لأعمالكم وأعمال جميع العباد ، وهو يجازيكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ... ولا يخفى أن هذا الكلام ورد على لسان الرسول صلىاللهعليهوآله.
١٠٥ ـ (وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ...) أي على هذا الشكل من البيان