شيئا من الحقائق بل هم عمي عن طريق نجاتهم.
١٠٧ ـ (وَلَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكُوا ...) لو شاء : يعني : لو أراد. وفي تفسير أهل البيت عليهمالسلام : ولو شاء الله أن يجعلهم كلّهم مؤمنين معصومين حتى كان لا معصية لأحد منهم لما كان يحتاج إلى جنّة ولا إلى نار ، إلى آخر الخبر الشريف. والحاصل أنه لو كان الأمر مبنيّا على خلقهم مؤمنين لما ظهر للبشر كمال قدرته تعالى ، ولا عرفت عظمته ، ولا عرفوه بحسب ما يحبّه لهم من معرفته النابعة عن اليقين والاعتقاد والإيمان ، إذ قال جلّ وعلا : أحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف. هذا مضافا إلى أنه لو خلقهم غير مشركين وجعلهم جعلا مؤمنين لكان فعله جبرا ولكان إيمانهم اضطرارا ، والإيمان الجبريّ ليس الإيمان المطلوب إذ لا يساوي شيئا باعتبار أنّ الإنسان قد دفع إليه دفعا فبطل اختياره وإيمانه القلبيّ الذي ينبغي أن ينبع من ذاته. وقد قال الإمام عليهالسلام : لا جبر ولا تفويض ، بل أمر بين الأمرين. وهذا هو الخيار .. فلم يشأ الله تعالى لهم عدم الشّر شيئة إرادة ، لأن ذلك ينافي الحكمة (وَما جَعَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) أي لم ننصبك عليهم مراقبا (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) ولست موكّلا بأمورهم لتجبرهم على التوحيد.
* * *
(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٠٨) وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠٩) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا