لأن قبلا : جمع قبيل ، وهذا جمع قبيلة فلو فعلنا كلّ ذلك واعترف كلّ شيء لهم بما عنده من معرفة عظمة الله ووحدانيّته (ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) باختيارهم (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) ويريد إرادة جبر وحمل وإكراه على الإيمان. فهم غير لائقين بالإيمان ولا طمع بهم (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) لا يعلمون ولا يعرفون ولا يعترفون بالله ولا برسله ولا بكتبه ، ومن هنا جاء طلبهم بنزول الآيات أو نزول الملائكة أو بإحياء آبائهم وأجدادهم حين قالوا له (ص) : ائت بآبائنا ، ممّا حدا إلى التصريح بحقيقة أمرهم في هذه الآية الشريفة ليعرف النبيّ (ص) والمؤمنون عنادهم وكفرهم.
* * *
(وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ (١١٢) وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (١١٣) أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١١٤) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١١٥) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (١١٦) إِنَّ رَبَّكَ