(رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا) وكقوله : (غُفْرانَكَ رَبَّنا) مع قوله تعالى : (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا).
ومرّة يؤتى بالنشر أوّلا ثمّ باللفّ ، وهو الإجمال بعد التفصيل ؛ كقوله : (الرَّسُولُ) و (الْمُؤْمِنُونَ) مع قوله : (كُلٌّ ...) إلى آخرها.
ومرّة يوضع العموم والشمول أوّلا ، ثمّ يوضع في العود بوصفه الخاصّ المقيّد ، كقوله : (غُفْرانَكَ رَبَّنا) مع قوله : (وَاعْفُ عَنَّا) وكقوله : (سَمِعْنا وَأَطَعْنا) مع قوله : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا) كالعبد إذا شافه مولاه فأخذ بإيفاء حقّ الربوبيّة وأدب العبوديّة ، فخاطبه بقبول كلّ ما يريده إبداءا لعظمة ربوبيّته ، ثمّ لاذ إليه بذكر ما لنفسه من الضعف والفاقة ، هذا.
ومع ذلك كلّه ، فالآيتان أشبه شيء بالمجموع الملفّق من محادثة متكلّمين اثنين ومسامرتهما ، وهو ظاهر.
وفي تفسير القمّي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «إنّ هذه الآية مشافهة الله لنبيّه ...» (١) الحديث.
وفي تفسير العيّاشي عن عبد الصمد بن شيبة عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في حديث يذكر فيه معراج النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، قال : «فقال الله (٢) (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : (وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) فقال الله (٣) : (وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا) فقال النبيّ ـ صلّى الله عليه
__________________
(١). تفسير القمّي ١ : ٩٥.
(٢). في المصدر : + «تعالى»
(٣). في المصدر : + «تعالى»