وحقيقة اللعب لا تتجاوز التشبيه والخيال ، واللهو ما يشغل الإنسان.
وعن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ : «إنّا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم». (١)
قوله سبحانه : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
لمّا وضع أساس البيان في هذه الآيات الستّ على ثبوت القدر ، ومن الواضح أنّ انتفائه وتحديد السلطنة الإلهيّة يوجب انتقاض التوحيد ، وكيف يجامع التوحيد ثبوت التأثير الحقيقي المستقلّ من غيره سبحانه ، حفّ طرفي الكلام بكلمة التوحيد وقارنها في الصدر بالإسمين : (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) وهما محتدا القدر ، وفي الذيل بالإسمين : (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) دفعا لما يختلج في الصدور أنّ ثبوت القدر ـ وهو التأثير في الخلق من كلّ جهة ـ يوجب انهدام أساس الأمر والنهي والثواب والعقاب ، فعزيز القوم هو الذي عنده ما عند القوم من أسباب الغنى وليس عنده ما عندهم من الحاجة ، فهو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد من غير حاجب ولا مانع ، والحكيم هو المتقن في أفعاله فلا يظلم ولا يجازف.
وبذلك يظهر وجه توسّط الإسمين : (عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ) في الكلام ، فهو عزيز غير مغلوب ذو انتقام شديد.
*
__________________
(١). الكافي ١ : ٢٣ ، الحديث : ١٥ ؛ الأمالي للصدوق : ٤١٩ ، الحديث : ٦ ؛ الأمالي للطوسي : ٤٨١ ، الحديث : ١٠٥٠.