المضيء لمورد يفقده وينزع ذلك عن مورد تلبّس به ، وكذلك الحيّ والميّت لو لم يجد الإنسان إلّا أحدهما فقط لم يمكنه التصديق بخروج أحدهما من الآخر ، كالنبات الحيّ والحيوان الحيّ من الأرض الميتة وبالعكس ، كالفضلات الميتة مثل الصمغ من الشجرة ، ومثل ولادة المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن ، فقد سمّى الله تعالى الإيمان والكفر : حياة وموتا ، قال تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها). (١)
ومن الشواهد عليه : الرزق بغير حساب ، فإنّ الرزق بحساب فيه شائبة الإقتضاء والإيجاب ، بخلاف الرزق بغير حساب ؛ فإنّه إنّما يكون عن ملك طلق إتيانه بالمشيّة ونزعه بالمشيّة.
وفي المجمع في الآية ، قيل : معناه : يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن. قال : وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهماالسلام ـ. (٢)
أقول : وروى قريبا منه الصدوق ، عن العسكري ـ عليهالسلام ـ ، (٣) وهو من قبيل عدّ المصداق والجري.
قوله سبحانه : (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً)
حكم التقيّة والسياق يعطي أنّ تجويزها مقصور على الظاهر فقط ، ولذلك عقّب الآية بقوله : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ) إلى قوله ثانيا : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ).
__________________
(١). الأنعام (٦) : ١٢٢.
(٢). مجمع البيان ٢ : ٢٧١ ـ ٢٧٢.
(٣). معاني الأخبار : ٢٩٠ ـ ٢٩١ ، الحديث : ١٠.