وفي الاحتجاج عن عليّ ـ عليهالسلام ـ : وأمرك أن تستعمل التقيّة في دينك ؛ فإنّ الله يقول : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ) ، قال : وإيّاك ثمّ إيّاك أن تتعرّض للهلاك وأن تترك التقيّة التي أمرك بها ، (١) فإنّك شائط بدمك ودماء إخوانك ، معرّض لنعمك ونعمهم للزوال ، مذلّهم في أيدي أعداء دين الله ، وقد أمرك الله بإعزازهم. (٢)
وفي تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ ، قال : كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يقول : لا إيمان لمن لا تقيّة له ، ويقول : قال الله : (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً). (٣)
أقول : والروايات في التقيّة وأحكامها كثيرة.
قوله سبحانه : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)
المحبّة : انجذاب النفس إلى الشيء بما أنّه جميل ، وهي من الأحوال الوجدانيّة ، تستغني عن التعريف ، كالبغض المقابل لها.
وأنت إذا أحببت شيئا فإنّما تحبّه لجمال فيه وحسن ، وربّما صادفت شيئا من العيب والنقص فيه فأوجب ذلك زوال الحبّ إذا لم يكن مستقرّا ، ولكن مع ثبات الحبّ واستقراره هان العيب والنقص اللائحان في نفسه أو في أفعاله ، وكلّما اشتدّ الحبّ ضعف ظهور ما في المحبوب من العيب والنقص وتأثيره ، ولا يزال يضعف حتّى يلحق بالعدم ، وهو ما يقال : إنّ حبّ الشيء يوجب حبّ آثاره ،
__________________
(١). في المصدر : «فإن ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك وتنقطع به عن عمل الدين وصلاح إخوانك المؤمنين وإيّاك ثمّ إياك أن تترك التقيّة التى أمرتك بها»
(٢). الاحتجاج ١ : ٢٣٩.
(٣). تفسير العيّاشي ١ : ١٦٦ ، الحديث : ٢٤.