أقول : قوله : «والرسول يكون نبيّا» ، إشارة إلى إمكان اجتماع الوصفين.
وقوله : «فيكون كالمغمى عليه» تفسير معنى رؤيته في المنام ، وأنّ معناها الغفلة عن الحسّ.
وقوله : «يبيّنه الله» إشارة إلى تميّز الكلام الملكي من الشيطاني بما يبيّنه الله من الحقّ.
وفي البصائر عن بريد عن الباقر والصادق ـ عليهماالسلام ـ في حديث ، قال بريد : فما الرسول والنبيّ والمحدّث؟ قال : الرسول : الذي يظهر [له] الملك فيكلّمه ، والنبيّ : يرى في المنام ، وربّما اجتمعت النبوّة والرسالة لواحد ، والمحدّث : الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة. قال : قلت : أصلحك الله ، كيف يعلم أنّ الذي رأى في المنام هو الحقّ وأنّه من الملك؟ قال : يوفّق لذلك حتّى يعرفه ، لقد ختم الله بكتابكم الكتب وبنبيّكم الأنبياء (١) الحديث. (٢)
إذا عرفت ما مرّ ، علمت أنّه لذلك لمّا نادت الملائكة زكريّا ، سأل ربّه آية تطمئنّ إليه نفسه إذ حيث لم ير الملك ولم يعرف ، فاجيب بآية في نفسه تطمئنّ إليه نفسه ، وهو أن لا يقدر على التكلّم ثلاثة أيّام إلّا رمزا ، ولا سبيل للشيطان إلى نفوس الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ لمكان العصمة. وفي قوله : (فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ) بعض التلويح إلى ذلك ؛ إذا النسبة بين الإنسان والملك ، ليست النسبة المكانيّة قربا وبعدا ، فافهم.
*
__________________
(١). في بصائر الدرجات : «قال يوقع علم ذلك حتى يعرفه»
(٢). بصائر الدرجات : ٣٧١ الحديث : ١١ ؛ ومثله في الكافي ١ : ١٧٧ ، الحديث : ٤.