عشرة كفرة ، فقال رجل منهم : أنا هو يا نبيّ الله؟ فقال له عيسى : أتحسّ بذلك في نفسك؟ فلتكن هو ، ثمّ قال لهم عيسى : أما إنّكم ستفترقون بعدي على ثلاث فرق ، فرقتين مفتريتين على الله في النار ، وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنّة ، ثمّ رفع الله عيسى إليه من زاوية البيت وهم ينظرون إليه.
ثمّ قال ابو جعفر ـ عليهالسلام ـ : إنّ اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى : إنّ منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة ، وأخذوا الشابّ الذي القي عليه شبح عيسى فقتل وصلب ، وكفر الذي قال له عيسى : يكفر قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة. (١)
أقول : والروايات من طرقنا في من القي عليه شبح عيسى ـ عليهالسلام ـ مختلفة ، فمنها : الناطقة بإلقاء شبحه على واحد من أصحابه المؤمنين ، كالرواية الماضية ، ومنها : القائلة بإلقائه على من قصد اغتياله ، وهي موافقة لما روته العامّة. (٢)
وفي العيون عن الرضا ـ عليهالسلام ـ قال : إنّه ما شبّه أمر أحد من أنبياء الله وحججه للناس إلّا أمر عيسى وحده ، لأنّه رفع من الأرض حيّا وقبض روحه بين السماء والأرض ، ثمّ رفع إلى السماء وردّ عليه روحه ، وذلك قوله عزوجل : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ) ، وقال الله حكاية لقول عيسى يوم القيامة : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ). (٣) (٤)
__________________
(١). تفسير القمي ١ : ١٠٣ ؛ تفسير الصافي ٢ : ٥٥.
(٢). تفسير الثعلبي ٢ : ٣٢٦.
(٣). المائدة (٥) : ١١٧.
(٤). عيون أخبار الرضا ـ عليهالسلام ـ ١ : ٢١٣ ، الحديث : ٢.