القبلة صلاة الظهر ، فقالوا : صلّى محمّد الغداة واستقبل قبلتنا ، فآمنوا بالذي انزل على محمّد وجه النهار واكفروا آخره ، يعنون القبلة حين استقبل رسول الله المسجد الحرام [لعلّهم يرجعون الى قبلتنا]. (١)
أقول : قولهم : (آمِنُوا) كلام ملقى في مورد السخرية والتهاون والإهانة ، و (وَجْهَ النَّهارِ) ، أوّله ، وما ذكره عليهالسلام في الرواية هو المتعيّن ، وما وجّه به في التفاسير تعسّف من غير وجه (٢).
وقوله سبحانه : (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ)
يجري مجرى التفسير منه.
وقوله تعالى : (قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ)
اعتراض وجواب.
وقوله : (أَنْ يُؤْتى)
جملتان معلّلتان لقولهم : (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) أو ما قبله ، أي : مخافة أن يكون في يد غيركم ما في أيديكم من القبلة ونحوه ، إذ الإيمان به تثبيت له ، أو تؤمنوا به فيحاجّوكم عند ربّكم ، نظير قولهم في ما حكى الله تعالى : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ
__________________
(١). تفسير القمي ١ : ١٠٥ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٢ : ٤٢٣ ، الحديث : ١١ ؛ تفسير الصافي ٢ : ٦٤.
(٢). من قولهم : «لعلّهم يشكّون ، يرجعون عن دينهم» [تفسير الكشف والبيان ٣ : ٩١ ؛ الكشاف ١ : ٣٧٣].