يشير إليه في بعضهم بقوله : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) ، (١) وقوله : (أَفِي اللهِ شَكٌ) ، (٢) ولا ينافي هذا العلم بتوحيده تعالى ما عند أهل الريب والكفر من الشكّ أو العلم بالخلاف ، فإنّ العلم بالشيء غير العلم بالعلم به ، فالأوّل يجامع الغفلة دون الثاني ، هذا.
ثمّ إنّ الدين ـ كما عرفت سابقا ـ عدّة معارف وأخلاق وأفعال يلائم ما عليه الأمر في حقيقته ، أعني أنّه نحو سلوك دنيويّ يطابق الحقائق النفس الأمريّة ، فإذا كان حقيقة الأمر إسلام كلّ موجود لله ـ عزّ اسمه ـ في وجوده وأوصافه وأفعاله ، كان الدين الحقّ هو الإسلام لله في مرتبة العلم والخلق والعمل ؛ ولذلك وبّخهم بتركه بقوله : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً).
وفي التوحيد وتفسير العيّاشي في الآية ، عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : هو توحيدهم لله عزوجل. (٣)
أقول : ويظهر منه أنّ الإسلام هو التوحيد ، وقد مرّ بيانه ، فما من معرفة او حكم ديني إلّا ومرجعه عند التحليل هو التوحيد.
*
__________________
(١). الروم (٣٠) : ٣٠.
(٢). إبراهيم (١٤) : ١٠.
(٣). التوحيد : ٤٦ ، الحديث : ٧ ؛ تفسير العيّاشي ١ : ١٨٢ ، الحديث : ٧٨.