وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (٩٧)]
قوله سبحانه : (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً) ـ إلى قوله ـ : (غَفُورٌ رَحِيمٌ)
في المجمع قيل : نزلت الآيات في رجل من الأنصار يقال له : الحارث بن السويد بن الصامت ، وكان قتل المحذر بن زياد البلوي غدرا وهرب وارتدّ عن الإسلام ولحق بمكّة ، ثمّ ندم ، فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله : هل لي من توبة؟ فسألوا ، فنزلت الآيات إلى قوله : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) ، فحملها إليه رجل من قومه ، فقال : إنّي لأعلم أنّك لصدوق ، وأنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أصدق منك ، وأنّ الله تعالى أصدق الثلاثة ، ورجع إلى المدينة وتاب وحسن إسلامه ، قال : وهو المرويّ عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ. (١) (٢)
قوله سبحانه : (كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ)
تكذيب لما ادّعته اليهود : أنّ الذي حرّم عليهم من الطعام لم يحرّم لبغي أو ظلم
__________________
(١). مجمع البيان ٢ : ٣٣٨.
(٢). والعلامة ـ رحمهالله ـ لم يتعرض لتفسير آية ٩٢ من هذه السوره ، ولكن جاء في هامشه : «في الكافي وتفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ). قال : هكذا فاقرأها.
أقول : والرواية ضعيفة ب : يونس بن ضبيان [منه ـ رحمهالله ـ].
الموجود في الكافي المطبوع ٨ : ١٨٣ ، الحديث : ٢٠٩ : (حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) ولكن علّق العلامة المجلسى على الحديث : بقوله : «وفي أكثر نسخ الكتاب (مِمَّا تُحِبُّونَ) إي جميع ما تحبّون» [مرآة العقول ٢٦ : ٧٥] ، وأمّا تفسير العيّاشي ١ : ١٨٤ ، الحديث : ٨٤ ، ففيه : (حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) ، هكذا قرأها».