منهم ـ كما نطقت به القرآن في قوله : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) ، (١) وغير ذلك ـ بل المحرّم عليهم محرّم في جميع الشرائع السابقة ، فكذّبهم تعالى بأنّ كلّ الطعام كان حلّا لهم.
قوله سبحانه : (إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ)
في الكافي وتفسير العيّاشي : عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «إنّ إسرائيل ـ عليهالسلام ـ كان إذا أكل من لحم (٢) الإبل هيّج عليه وجع الخاصرة ، فحرّم على نفسه لحم الإبل ، وذلك قبل أن تنزل التوراة ، فلمّا نزلت التوراة لم يحرّمه ولم يأكّله». (٣)
أقول : يعني : لم يحرّمه موسى ولم ياكله ، فضمير الفاعل راجع إلى موسى بقرينة المقام ، ويمكن أن يرجع إلى التوراة.
وقوله : «لم يأكّله» من التأكيل أو المؤاكلة بمعنى : التمكين ، ففي الأساس : أكلتك فلانا أمكنتك منه (٤) ويظهر من التاج : أنّ فعّلت وفاعلت فيه بمعنى واحد. (٥)
قوله سبحانه : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ)
في العلل عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «موضع البيت بكّة ، والقرية مكّة». (٦)
__________________
(١). النساء (٤) : ١٦٠.
(٢). في تفسير العيّاشي : «لحوم» بدل «من لحم»
(٣). الكافي ٥ : ٣٠٦ ، الحديث : ٩ ؛ تفسير العيّاشي ١ : ١٨٤ ، الحديث : ٨٦.
(٤). أساس اللغة : (أساس البلاغة) : ٨ في مادة «أكل».
(٥). تاج العروس ١ : ٣٩.
(٦). علل الشرائع ٢ : ٣٩٧ ، الحديث : ٣.