وقد مرّ في ذيل قوله : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ) (١) من سورة البقرة ، وإن كان الظاهر من السياق أنّها أوّل بيت موضوع للعبادة ، كما فيما رواه ابن شهر آشوب عن أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ في الآية ، فقال له رجل : أهو أوّل بيت؟ قال : «لا ، قد كان قبله بيوت ، ولكنّه أوّل بيت وضع للناس مباركا ، فيه الهدى والرحمة والبركة ، وأوّل من بناه إبراهيم ، ثمّ بناه قوم من العرب من جرهم ، ثمّ هدم فبنته العمالقة ، ثمّ هدم فبناه قريش». (٢)
أقول : وفي المعاني السابقة روايات اخر.
قوله سبحانه : (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ)
في الكافي وتفسير العيّاشي ، عن الصادق ـ عليهالسلام ـ أنّه سئل : ما هذه الآيات البيّنات؟ قال : «مقام إبراهيم ؛ حيث قام على الحجر فأثّرت فيه قدماه ، والحجر الأسود ، ومنزل إسماعيل». (٣)
أقول : وفي هذا المعنى روايات اخر ، ولعلّ ذكره الثلاثة من قبيل العدّ من غير حصر ، فلا ينفي غيره ، كقهره أصحاب الفيل ، ودفعه كلّ جبّار يقصده بسوء ، ولذا قيل : إنّما سمّيت بكّة ؛ لأنّها تبكّ وتدقّ أعناق الجبابرة والفراعنة إذا قصدوه بسوء. (٤)
__________________
(١). البقرة (٢) : ١٢٧.
(٢). المناقب ٢ : ٤٣.
(٣). الكافي ٤ : ٢٢٣ ، الحديث : ١ ؛ تفسير العيّاشي ١ : ١٨٧ ـ ١٨٨ ، الحديث : ٩٩.
(٤). راجع : الكافي ٤ : ٢١١ ؛ القاموس المحيط ٣ : ٢٩٥ ؛ وسائل الشيعة ٩ : ٣٥٠ ؛ تفسير ابن كثير ١ : ٣٣٧ ؛ معجم البلدان ١ : ٤٧٥ ؛ تاريخ الطبري ٢ : ٣٧ ؛ النهاية في غريب الحديث ١ : ١٤٨ ؛ المصنف ، لعبد الرزاق الصنعاني ٥ : ١٥٠ ؛ الفائق في غريب الحديث ١ : ١١٢ ؛ التبيان ٢ : ٥٣٥ ؛ مجمع البيان ٢ : ٣٤٧ ؛ الصافي ١ : ٣٥٧ ؛ المفردات للراغب : ٥٧.