منهم البركات وسلّط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء». (١)
وفي الكافي عن محمّد بن عرفة ، قال : سمعت أبا الحسن ـ عليهالسلام ـ يقول : «لتأمرنّ بالمعروف ، ولتنهنّ عن المنكر ، أو ليستعملنّ عليكم شراركم [على خياركم] ، (٢) فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم». (٣)
أقول : والأخبار في هذه المعاني كثيرة. (٤)
وبيان المقام أنّ كلّ هيئة اجتماعيّة لا تتمّ إلّا بوحدة ما بين أعضائها وأجزائها ، حتّى يستحفظ بها منافعهم ويدفع بها مضارّهم والآفات المتوجّهة إليهم ، ولا تتمّ هذه الوحدة إلّا بوحدة المجتمعين من حيث الغرض والهدف ، بأن يذعن كلّ جزء من أجزاء الاجتماع ـ وهي الأفراد ـ [بأنّ] منافع غيره منافع لنفسه ، وقد احتال كلّ اجتماع لحفظ هذه الوحدة بحيل مختلفة ناقصة أو تامّة ، ربما عمّرت طويلا أو قصيرا ، ومع ذلك فحيث كان الغرض المؤلّف بينهم غرضا دنيويّا وهدفا جسمانيّا يقبل الاستكمال بمرور الدهور وتراكم التجارب
__________________
(١). تهذيب الأحكام ٦ : ٢٢ ، ١٨١.
(٢). ليس في الاصل.
(٣). الكافي ٥ : ٥٦ ، الحديث : ٢.
(٤). راجع : الكافي ٥ : ٥٥ ، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ تهذيب الأحكام ٦ : ١٧٦ ، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ وسائل الشيعة ١٦ : ١١٥ ، كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ مستدرك الوسائل ١٢ : ١٧٥ ، كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ بحار الأنوار ٩٧ : ٦٨ ، أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ مصباح الشريعة : ١٨ ، الباب السابع : في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ غرر الحكم : ٣٣١ ، الفصل الثاني في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ روضة الواعظين ٢ : ٣٦٤ ، مجلس في ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ الجعفريات : ٨٨ ، باب من له أن يأمر بالمعروف ... وغيرها.